غزال الريم
بين الريم والرمال علاقة أبعد من القرب الصوتي لاسميهما، فلغزلان الريم تكيفات مظهرية وسلوكية وفسيولوجية للعيش في البيئات الصحراوية والرملية تحديداً.
وقد كانت ذات يوم واسعة الانتشار في الجزيرة العربية حتى انحصر وجودها في مجموعتين في شمال المملكة في مناطق أعلنت محميات فيما بعد هما حرة الحرة والخنفة. وبعض التسجيلات على الطرف الجنوبي الغربي للربع الخالي. أما توزيعها الجغرافي العالمي تاريخياً فيمتد من فلسطين والجزيرة العربية إلى شمال الصين.
ولون غزلان الريم المائل للبياض مهم في عكس حرارة أشعة الشمس الحارقة في الصحراء. وللريم أظلاف عريضة للمشي على الرمال، ولكن قدرته في الصبر على الماء خرافية. فقد تمضي بعض الغزلان حياتها دون أن تشرب، وتكتفي بالحصول على الماء من النباتات التي تتغذى عليها ومن لعق الندى المتجمع على أجسامها في الفجر. والغزلان عموماً متكيفة سلوكياً من خلال ممارسة نشاطها الرعوي عند الشفق والغسق وأحياناً في الليل، وهي الأوقات التي ترتفع بها معدلات الرطوبة في أوراق النباتات البرية ويتجمع الندى عليها. ورغم ميل غزلان الريم إلى التجمع، فقد كانت قديما تتحرك في مجموعات تتراوح ما بين 10 و 50 غزالاً. إلا أن هذا يحدث عند تحسن الغطاء النباتي. أما بعض الدراسات عليها في محمية عروق بني معارض فلم تسجل أكثر من سبعة غزلان في مجموعة واحدة. ومتوسط أعدادها في المجموعة يقل عن ثلاثة. وهذا تكيف ملائم مع ظروف المرعى الشحيحة في الصحراء. وعادة ما تتحرك الإناث والصغار في مجموعات، بينما تتحرك الذكور البالغة فرادى وتكون مناطق ذات حدود معينة خاصة بها تدافع عنها بضراوة ضد أي ذكور بالغة دخيلة.
واللافت في الأمر أن لدى الغزلان سلوكا يسمى الاستعراض السيادي، وهو استعراض للقوة ضد الخصوم قد تكفيه - غالباً - شر القتال، فمجرد أن يظهر قرنيه القويين واستعداده للدفاع يتراجع الخصم. وأحياناً يقترب من الخصم مهيأ للقتال لكنهما لا يشتبكان، ومهما بلغ الصراع من شدة على الحدود إلا أنه ينتهي بمجرد انسحاب الخصم من الحدود المرسومة للذكر السائد، وهو نظام يشبه حدود القبائل، ويسهم في خفض الطاقة المصروفة على الصراع بين الذكور السائدة، وكما أن للسيادة علاماتها وسلوكياتها الدالة عليها فإن الخضوع كذلك له دلالاته المتميزة بخفض الرأس والانقياد والاستسلام. والمدهش في هذا النظام الاجتماعي أن الذكر السائد يفقد سيادته حين يخرج من حدود منطقته ويدخل حدود منطقة ذكر آخر. وقد يحدث تنافس بين الذكور عند تأسيس المقاطعات، يشتبكان فيه بالقرون لاختبار قوة كل منهما بالتدافع والتناطح. وهذا التنافس مهم انتخاب طبيعي لإفراز الأفراد الأقوياء الذين سيؤسسون مقاطعات يلقحون فيما بعد الإناث التي ستدخلها.
ويسمى الرضيع عند الولادة: الطلا إلى عمر أسبوعين، ثم الخشف من 3 إلى 8 أسابيع، ثم الشادن والذي يعرف مع بروز القرون الصغيرة وعمره ما بين 3 و 6 أشهر، وغذاؤه خليط بين الرضاعة والنباتات، ثم الشصرة أو الجدية أو الظبية وتكون في عامها الأول وتدخل ضمن الإناث وقد تحمل في هذا السن. والذكر في هذا السن يسمى: الشصر والجدي والظبي. أما الذكور البالغة فتسمى: الثني وتتميز بكبر حجم قرونها التي تزيد على ضعفي طول الآذان وتتميز بحلقاتها المحززة، كما تتميز ذكور غزلان الريم بانتفاخ يشبه الدراق عند منتصف الحلق.
يتضح من الفقرة (5) أن ابن الغزال الأقل من 5 أسابيع يسمى ... / يسمى صغير الغزال الذي يبلغ من العمر 6 أسابيع بالـ ......