المناعة في جسم الإِنسان
1- المناعة هي القوة التي يكتسبها الإِنسان؛ ليُقاوم العدوى ويتغلب عليها، وهي دفاع الجسم البشري ضد غزو الجراثيم التي تُسبب المرض. ويكتسب الإِنسان نوعًا من المناعة الطبيعية بالتعرض المتكرر للجراثيم. والأطفال عند الولادة ولوقت قصير بعدها يكتسبون بعض المناعة من أُمهاتهم بواسطة دم المشيمة، فتوفر هذه المناعة الموروثة حماية مُؤقتة للمولود.
2- والجسم نفسه يُشكل مناعة فاعلة خلال صراعه مع الجرثومة المهاجمة، وتتكون من رد الفعل أجسام مُضادة تدوم عادة مدة من الوقت أطول من حالة المناعة المنفعلة، وقد تعلم الإنسان أن يُقلد غزو الجرثومة بحقن الجسم لقاح من هذه الجرثومة بعد أن يُبطل مفعولها أو يُخفف من منتوجات جرثومية خاضعة لحالات مضبوطة ومصنوعة بشكل لقاح. وهنا يتجاوب جسم الإنسان مع هذا اللقاح وينتج أجسام مُضادة تكسبه مناعة فعالة تقيه شر الغزوات اللاحقة من قبل الجراثيم المشابهة لها أو القريبة منها.
3- بما أن الهدف من التطعيمات هو بناء مناعة (أي تكوين أجسام مُضادة) ضد الأمراض المعدية، فسنقوم بالتوضيح بشكل مُبسط أنواع المناعة.
4- المناعة في جسم الإنسان تنقسم إلى قسمين: المناعة الطبيعية: إن الله عز وجل قد وهبنا وسائل الدفاع ضد الأمراض مُنذ الولادة؛ أي وسائل دفاع طبيعية أو غير مُكتسبة. وهذه الوسائل تشمل ما يلي: الجلد والأغشية المخاطية، والأحماض والخمائر. والمناعة الطبيعية مناعة عامة لا تختص بنوع مُعين من الجراثيم، ولذلك تُسمى أيضًا (بالمناعة غير النوعية)؛ للدلالة على عدم اختصاصه لنوع مُعين من الجراثيم، وذلك عكس النوع الثاني من المناعة المتخصصة لأنواع مُعينة من الجراثيم (مناعة نوعية) وهي المناعة المكتسبة.
5- المناعة المكتسبة: هذا النوع من المناعة يتم اكتسابه بعد تعرض الجسم لأحد أنواع الجراثيم؛ ولذلك سُميت بالمناعة المكتسبة، وبما أنها تمتاز بصفة النوعية لأحد أنواع الجراثيم؛ فيُطلق عليها أيضًا اسم المناعة النوعية. عند تعرض الجسم لجرثومة مُعينة لأول مرة يتم (خلال عملية البلعمة) التعرف على جميع خواص الجرثومة من قبل خلايا المناعة (الخلايا الليمفاوية) ويتم تكوين وإفراز أجسام مُضادة بكميات كبيرة وبسرعة إِذا ما تعرض الجسم لتلك الجرثومة مرة أُخرى، والتحصين بواسطة اللقاحات يُعتبر طريقة آمنة لتعريض الجسم لمسببات الأمراض، وبالتالي اكتساب مناعة ضدها.
يكتسب الأطفال مناعتهم المؤقتة من الجراثيم وفقاً لما جاء في الفقرة (1).......