البطالة في ألمانيا والنمسا
1- يُعتبر العمل هدف يسعى إليه الإنسان كضمان لحياته واستمرارها، فقيمة الإنسان لا تتحدد إلَّا بالعمل، والإنسان يفقد كرامته إذا كان بدون عمل، فالعمل يضمن الحياة الكريمة للإنسان وللأشخاص المسؤولة عنهم.
2- ظهرت بيانات رسمية ارتفاع عدد العاطلين في ألمانيا إلى 2.935 مليون عاطل بزيادة قدرها 13 ألف شخص عن الشهر السابق. وبلغ معدل البطالة 6.9%. البطالة من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تهدد الشعوب واستقرارها، وقد زادت الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية التي خلفت مشاكل اقتصادية واجتماعية خطيرة، فبعد انقسام ألمانيا كثر عدد العاملين في المجال الزراعي مما أدى إلى انخفاض أجور العاملين في المجال الزراعي، وقد لحقت الصناعة بالزراعة وتم استبعاد ما يقارب مليون ونصف عامل من المجال حتى بلغت نسبة البطالة في ألمانيا 1997 ما يقارب 8%؛ أي ضعف ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.
3- كان حدث إِعادة توحيد ألمانيا الذي تم في الثالث من أكتوبر من العام 1990 وتحطيم جدار برلين في التاسع من نوفمبر من العام 1989 م محطات تاريخية مهمة في العصر الحديث وفي القرن العشرين، ذلك أنه لم يكن أحدًا ليتصور بأن يتم هذا الاتحاد بين ألمانيا الشرقية وجارتها الغربية ولا حتى في أحلام البعض، فكيف على أرض الواقع نظرًا للاختلافات الكبيرة بين الألمانيتين.
4- وسجلت كل من النمسا وألمانيا أقل معدل بطالة في الكتلة الأُوروبية المُؤلفة من 18 دولة بلغ خمسة في المئة، إِلَّا أن هذا لم ينعكس إِيجابًا على أُجور العاملين في البلدين، في حين سجلت اليونان وإسبانيا أعلى معدل بلغ 25 في المئة، وبلغ عدد العاطلين في منطقة اليورو لأقل من 25 عامًا 3.38 مليون شخص، ليبلغ معدل البطالة بين الشباب 23.5 في المئة. وفي الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة بلغ معدل البطالة بين الشباب 22.5 في المئة في أبريل الماضي، في حين بلغ معدل إِجمالي البطالة 10.4 في المئة.
5- وترتب عن البطالة بشكل عام انقطاع الدخل، عدم كفاية الدخول بسبب عدم توفر فرص عمل، عدم الشعور بالاستقلال الذاتي، انقطاع أفراد الأُسرة عن التعليم، انحراف أحد أفراد الأُسرة، تدهور الحالة الصحية، عدم توفر المسكن الملائم. وتُعتبر العولمة من أهم أسباب البطالة وانتشارها، حيث يُؤثر ذلك سلبًا على العمالة المحلية نظرًا لاتجاه الشركات إِلى العمالة المدربة من الخارج.
6- ومع اقتراب البطالة من أدنى مستوى مُنذ إِعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990 تواجه ألمانيا نقصًا يبلغ 5.4 مليون من العمال المهرة بحلول 2025 رغم محاولات للاستعانة بالمرأة وكبار السن، كما تشتهر ألمانيا بالعراقيل البيروقراطية التي تضعها أمام المهاجرين الذين يرغبون في تحسين مستواهم المادي.
نستنتج أن ما ذكر في الفقرة (2) أن نسبة البطالة كانت 8% عام .............