قطعة عمل الأطفال
1- يزداد اهتمام العالم بالطفولة ومشكلاتها سنة بعد أخرى، إذا أخذت الدول والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية تخصص لها البرامج والمؤتمرات من أجل مزيد من التوجيه والارشاد والرعاية.
2- من أكبر المشكلات التي يعاني منها الطفل مشكلة العمل. إن مصطلح عمل الأطفال يستحضر في الذهن حقيقة معقدة كما يقول تقرير عن وضع الأطفال في العالم صدر عام 1997م. ذلك أن عمل الطفل يشكل سلسلة متصلة في أحد طرفيها عمل محفوف بالمخاطر والاستغلال، وفي الطرف الآخر عمل يعزز نمو الطفل من غير تأثير في تعليمه واستجمامه.
3- إن مجموع عدد الأطفال العاملين في العالم رقم يعاني من افتقار المصداقية، بسبب أن بعض الدول لا تولي عملهم أهمية إحصائية. من منطلق أنه لا داعي لشمول البيانات الرسمية إحصاءات لا داعي لوجودها.
4- يضاف إلى ذلك أن جزءاً من الأطفال يعمل في قطاعات غائبة عنها الرقابة الرسمية المباشرة كالبيوت والمزارع والحقول والمصانع اليدوية الصغيرة، وكل ما هو معروف عن عدد الأطفال العاملين في مختلف أنحاء العالم هو أنه رقم يصل إلى تسع خانات معظمهم في الدول الفقيرة ذات النسب السكانية العالية.
5- قد بينت الدراسات أن الأطفال يلجئون مضطرين إلى ممارسة أعمال ضارة بصحتهم ونمائهم بسبب ثلاثة عوامل أولها: استغلال حالة الفقر التي تعيشها أسرهم فغالباً ما يكون آباء هؤلاء الأطفال وأمهاتهم عاطلين عن العمل أو أنهم يعملون بأجر زهيد.
6- أما ثالثها، فهو قيود التقاليد عند بعض الفئات الاجتماعية التي بدأ افرادها بالعمل منذ نعومة أظفارهم، بحيث أصبحت سمة شبه وراثية. ومما زاد الطين بلة في نظر الباحثين أن الأجيال الجديدة من هذه الفئات الاجتماعية صارت أكثر تطلعاً إلى تملك السلع الاستهلاكية ذات الأثمان المرتفعة.
7- ولعل أسوأ صور معاناة الأطفال جراء عملهم أن بعض الآباء قد يعمدون إلى الزج بأطفالهم عند صاحب عمل معين للوفاء بما له عليهم من ديون فيصبح الطفل -والحالة هذه أشبه ما يكون برهينة- إلى سداد الدين. ومن الصور السيئة -أيضاً- عمل الأطفال في الشوارع -وهم ليسوا أطفال شوارع كما يشاع- في بيع الزهور أو تنظيف الشوارع أو حمل الأمتعة للناس ليعودوا في نهاية اليوم إلى الأحياء الفقيرة التي يسكنوها مع ذويهم.
8- لتعدد الأنواع وتنوعها فلا حل فورياً لهذه المشكلة، وإنما يكمن الحل في تدرج الأساليب وتنوع سبل المعالجة. ولعل أول الإحصاءات الدقيقة وسبر الأسباب وتباينها بتباين المجتمعات يأتي بعد هذا القضاء الفوري على عمالة الأطفال الخطرة، وتوفير التعليم لهم، وتكاتف كل مجتمع يعاني من هذه الظاهرة بمقاطعة السلع التي يستغل مجهود الأطفال في انتاجها.
9- ويجدر في الختام أن نشير إلى أن عمل الأطفال لضاربهم ليس ظاهرة مترسخة في المجتمعات التي تتمسك بتعاليم الإسلام روحاً وتطبيقاً، ذلك أن ديننا الحنيف يتضمن تشريعات تحمي الطفولة ويأمر بالرحمة والمودة والتكاتف بين أفراد المجتمع عن طريق الزكاة والصدقات وغيرها من أعمال البر المادية والمعنوية.
أطفال الشوارع وهم ليسوا أطفال الشوارع ما المقصود بالعبارة؟